Saturday, April 7, 2007

الجزء الثاني ::: قصتي مع الكتاب




على الوعد أكمل ما بدأت ..

اسمحوا لي هذه المرة أن أتذكر معكم قصتي مع عالم القراءة والكتابة كيف بدأت والى اين انتهيت الان ..

ليست قصة عظيم من العظماء وما هي بحكاية أديب بز الأدباء ولم تكن رواية خطيب هز المنابر والخطباء .. كلا

قصة متواضعة قد تتشابه مع بعضكم أو قد يتشابه بعض فصولها

وتبقى تجربة شاب بها اخفاقات ولا بد و( قد ) يكون بها بعض النجاح .. المهم أنها تبقى في النهاية

شئ مني .. أنا
فإن وجدتم فيها من خير فهو لكم وإن لم تجدوا فدعوها مهملة يطويها الزمن في طيته أو تذروها رياح النسيان

لكن يؤنسني هنا أن الغراب علم قابيل والشيطان علم أبو هريرة ..

وعلى كل حال

لست افسق من الشيطان ..
ولستم أتقى من أبو هريرة

لا أستطيع أن أحدد متى بدأت رحلتي مع القراءة لكنها من زمن سحيق - بالنسبة لي - لا زلت أذكر أبي - حفظه الله - عندما كان يفتح امامي كتابا وينسلخ بعقله ووجدانه منا وإن كان جالسا في حضرتنا ..
ولم تكن مرة عابرة أو لحظة خاطفة .. لا .. بل تكرر المشهد امامي غير مرة كل يوم .. نفس العادة
وكطفل صغير أردت محاكاة أبي .. لكن كيف ..
لم يكن امامي إلا مجلات الصغار ولا زلت أذكر بعضها ( ماجد - باسم - ميكي ) نعم هي التي كانت تطفئ نار اللهفة والطفولة في محاكاة الآخرين .. وعشت معها حتى الصميم ولا أنسى حبي لمجلة ماجد دون الآخرين

وبدأت حكاية حبي للقرآءة من حينها والتهمت مجلات الأطفال كالظامئ يبحث عن ماء يرويه


ثمـ ...

حكايات الاطفال .. وشيئا فشئ أزحف على الكتب التي تروي غليل القرآة

وكنت أخب إلى معارض الكتب خبا أبتاع منها ما يرويني ويشفيني .. وهكذا ظللت حتى عدت إلى مصر في مرحلة الشباب استرقت السمع الى ما يقرأه الشباب فسمعت عن سلسلة الكاتب القصصي ( نبيل فاروق ) رجل المستحيل فتلقفت واحدة فقرأتها وكانت بداية الادمان لهذه القصص فابتعت السلسلة عن بكرة أبيها وكنت انتظر الجديد منها كما ينتظر الرجل وليده الجديد


ثم ازدادت علاقتي حتى ابتعت ما كان يكتبه من سلسلة ( كوكتيل ) وكانت بها بعض القصص القصيرة الجيدة استطعت ان استق منها ما نفعني بعد حين ..


ثمـ ..


لحظة ..


إن التيار يجرفني وها هو عقلي قد اشتد عزمه فإلى متى السخافات ..؟؟


بخطوات ثابته اتجهت إلى مكتبة أبي - مكتبتي أو تكاد تكون لاحقا - ثم تلقفت كتابين لا زلت أذكرهما

الأول ( المحاور الخمسة في القرآن الكريم للشيخ محمد الغزالي )

والآخر ( هذا الدين للشهيد سيد قطب )

لا أخفيكم ما زلت أشعر بحكات يدي في أسفل شعري وأول قفاي وأنا أناضل كي أفهم ما يقوله الرجلان لكن بعد عناء وتلخيص وقراءة مجهدة تمكنت من استخراج ما أردت ..


ولعلها كانت القطرة التي يتبعها انهمار الغيث


فطلقت الروايات طلاقات ثلاث وأتلفتها وسعرت بعضها في التنور كأنه قسم مغلظ ألا أعود إليها وأتبعت القسم الفعل ..


تلقفت الكتب من كل حدب وصوب وعشقت القرآة عشقا لا يعرف ولا يوصف وانهمكت مع الصفحات أقلبها وتقلبني ودونت وكتبت ولخصت أحيانا وما كنت أسمع بكتاب الا اشتقت اليه وما كنت أعجب بكتاب رجع اليه مؤلف في الحواشي إلا اشتريته حتى أني ما زلت أذكر أني طفت معرض القاهرة للكتاب خمس مرات بحثا عن كتاب فلم أجده فأرسلت في الخارج من يأتيني به فكانت النتيجة أن هذا الكتاب ان لم يوجد في مصر فلن تجده لانه كان كتاب من كتب الصوفية


وقد أوقعني حب الكتاب وغرامه في الفقر أياما فكنت أستعد لمعرض القاهرة للكتاب من قبلها بعدة أشهر فإذا امتن الله علي بألف أو ألفين أو ثلاثة من الجنيهات وجدت التبذير في شراء الكتب في المعرض ما دفع يوما أحد أحبابي وكان معي إلى ان يمسك بطوقي ويقول مازحا ( يا مفتري حرام عليك )


كانت بداية قراءتي في الكتب الاسلامية والدينية وحسب وكان مما أنعم الله علي أني أحببت القراءة لكل من امتن الله عليه بعلم دون النظر إلى توجهه أو فكره .. فطالما أن الرجل يخرج من نبعه الزلال فلا ضير أن آخذ منه رشفة أو رشفتين .. كل بحسبه وكان أبي واخوتي يعجبون مني عندما يرونني منكبا على كتاب لغير السلف أو لغير صاحب فكرتي وكانوا يتعجبون اهتمامي بسماع شيخ غير شيوخي ولسان الحال يقول : يكررون ما يقوله الافاضل فلم المشقة منك ؟ ولسان الحال والمقال يقول .. قد يأتون بشئ فات رجالنا


قلما رجل من اخواني ما قرأت له

لكني قرأت للغير الكثير

فعرجت على العلامة بن باز ومررت بدرب بن عيثيمين فوجدت فيه النور وسلمت على كتب عبد الرحمن عبد الخالق وصافحت ما كتب السعدي وسررت بمقالات الجزائري

وما زلت شديد العجب مولع أشد الولع بالشيخ بل الامام الراحل عبد اللطيف المشتهري رئيس الجمعية الشرعية السابق عليه رحمة الله ولا زلت أتنسم عبيره في كتبه وشرائطه


كما شنفت أذني بالخطيب المصقع عبد الحميد كشك


حتى اني قرأت في بعض ما كتبته جماعة التكفير والهجرة وجماعة الجهاد


ولخلق آخر كثير في دوريات ومجلات وصحف وجرائد لا أستطيع حصرهم



وكانت هذه من أكبر النعم علي فاللهم لك الحمد



أتوقف هنا وفي المرة المقبلة إن شاء الله


أكمل مسارا للقرآة جديد ..




فاللهم عونا ..






.... مزاجات

1 comment:

صاحب البوابــة said...

كلمات رائعة

تعرفت فيها على مدونتك

وعلى افكارك

تحياتي لك